الكتاب دراسة جديدة في بابها، على غرار العمل الرائد للأنثروبولوجي المغربي عبد الله حمودي. بينما وسع عبد الرحيم العطري من دائرة التأمل في التجربة الدينية، بجعلها مشرعة على «نقد منفتح» بتوصيف الكاتب. وهذه الدراسة قول في الحج وعمل أيضا، كونها صدرت بعد تجربة حجية خاضها الكاتب، مع اطلاعه على تجارب الآخرين في رحلاتهم الحجية، المكية والحجازية، باختلاف الأزمنة والتأملات والأمكنة والطرقات… ووفق منهجية دقيقة، وتصور متقدم للبحث في العلوم الاجتماعية، وضع عبد الرحيم العطري ثلاثة مداخل لكتابه الجديد هذا، أو ثلاث عتبات، بعبارته، وهي التفكير في الحج، والحج مُعَاشًا ومُلاحظًا، ثم جوارات النص الحجي، وصولا إلى مدخل في النقد المنفتح… غايته السوسيولوجية من ذلك هي بناء الفهم التأويلي، الذي يستوجب «عبورا» وانتقالا من عتبة إلى أخرى، لأجل بلوغ المداخل والمسالك المُفْضِيَةِ إلى المعنى المخبوء