صدر للكاتب المغربي أحمد أبطوي منشورات باب الحكمة عمل سردي بعنوان “سوق لاكورونا.. ذكريات من الريف المنسي”.
سوق لا كورونا
د.م.50.00
ويقع الكتاب في 146 صفحة من القطع المتوسط، ويضم أربعين حكاية تقدم لنا مرويات ومشاهدات من الريف المغربي، في ضواحي مدينة تارجيست وسوقها الشهير الذي أطلق عليه الإسبان اسم “سوق لاكورونا” .
وينتمي هذا العمل الأدبي الشيق إلى سرديات العائلة، ذلك أن أغلب شخوصه ينتمون إلى عائلة واحدة، إلى جانب أطفال القرية ونسائها ورجالاتها. والحال أن القرى والأرياف ظلت تتشكل من العائلة، في الغالب، عبر تاريخ المجتمع المغربي، بينما نتلقى أحداث الكتاب ووقائعه بعيني طفل يتطلع إلى العالم بنظرة لا تفارقها الدهشة التي هي أساس كل عمل إبداعي.
نقرأ في ظهر الغلاف “ماذا لو ظل محمد شكري في قرية بني شيكر، في أقاصي الريف المغربي، ولم يرحل إلى تطوان ثم إلى طنجة. يقينا، كان سيكتب تفاصيل العالم السفلي للحياة اليومية في الريف المغربي. لذلك، فإن ما لم يكتبه محمد شكري هو ما يجب أن نكتبه، وليس ما كتبه. لعل هذا ما فعله الكاتب المغربي أحمد أبطوي في هذه الحكايات السير ذاتية، حيث يمتزج الواقع بالخيال. إنها أصداء من السيرة الذاتية، بعبارة نجيب محفوظ، ولكنها أيضا حيوات أخرى مختلقة وشخصيات متخيلة تملأ الفراغ الذي يتركه الواقع المنذور للنقصان وعدم الاكتمال، وما ينقصنا يكمله الخيال. فنحن “نكتب لأن الحياة وحدها لا تكفي”، كما قال بلانشو ذات مرة.
وبرغم انتماء السيرة إلى حقل القص المرجعي، فقد صار بمنزلة المسلمات في الدراسات السردية أن السيرة الذاتية لا تكتفي بنقل الواقع، الذي يتعذر أن يكرر نفسه، أصلا، ولكنها إنما تعيد كتابة هذا الواقع من خلال الذاكرة. إنها فعل كتابة وفعل تذكر أساسا
à commander